الحياة الزوجية بدون منغصات
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم . من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
إخواني و أخواتي الأعزاء
إن الحياة الزوجية حياة مقدسة مليئة بالسعادة و محفوفة بالمخاطر، فمن تجنب المخاطر كسب الإستمرارية بحياة زوجية سعيدة دائمة .
أولا أحب أن أبين أسس الحياة الزوجية السعيدة و من ثم أتطرق الى المخاطر المحيطة و كيفية تجنبها و الحفاظ على حياة زوجية سعيدة.
قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فذكر في الحديث قصة فقال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ومعنى قوله عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم
فأسس الحياة الزوجية تتمثل في أربعة محاور و هي:
1- التمسك بكتاب الله و سنة رسول الله : فكل ما قوي إيمان المسلم كلما أقفل أبواب الشيطان و الذي من مهامه الكبرى التفرق بين الزوجين و الإيقاع بهما في هاوية الأخطار. ففي الإسلام تكمن فيه كل معاني الحب و الرحمة و التسامح و الصبر. فيجعل الله بين الزوجين المودة و الرحمة . و من المنهيات التي نهانى عنه ديننا هو غض البصر و حفظ الفرج و عدم التشبه بالكفار. فالإلتزام بهذا النهي لن يستطيع الشيطان أن يغريك بفتن الدنيا و يوقع بك في مهبات الرزيلة و الخيانة و إرتكاب المعاصي. فترضى بما قسمه الله لك من نعمة و تقر عينيك بها.
2- الحب والإحترام المتبادل : يجب على الزوجين إحترام بعضهما البعض و إعطاء الحرية في التعبير عن مشاعره فهذا يجعله أكثر رغبة في التواصل و الإلتزام، أي أن توثيق الروابط لا يأتي عن طريق التحكم و إنما عن طريق إحترام مشاعر و رغبات الطرف الآخر. أما التزمر و العتاب و التنقيص من شأن الطرف التاني فإنها تؤدي الى النفور و التباعد . فما أجمل أن أن يكون المرء رؤوفا و رحيماً. فمن هنا نقول أنه من أسس السعادة أن يكون هناك ( حبا غير مشروط ). أي أن يكون التعاون ما بين الزوجين لترسيخ الروابط و تقوية العلاقة المقدسة .
3- الأمانه : فإن كل من الطرفين بأفعاله و أسراره أمانه لدى الطرف الآخر لا يعرف عنه ثالثهما. و بمعنى آخر أن لكل إنسان سيئات و أسرار لا يحب أحد أن يطلع عليها و لكنه يتعايش معها و ما بين الزوجين تنكشف تلك الأمور فيجب أن يكون مكتوما بينهما لا ينشر لأحد و لو عن طريق المزاح. هذا شيء أما الشيء الآخر هو الحفاظ كل من الطرفين على الآخر كأنه أمانة لدية فيعمل على رعاينه و إهتمامه بمشاعره و طلباته و حمايته. أما الشيء الثالث في هذه النقطة ألا و هو الصراحة و الوضوح و العلاقة الحرة غير المشروطة و الصلة الوثيقة القائمة على الإعتزاز و المحبة و ليس على الرغبة في التحكم بالطرف الآخر. و بمعنى آخر أنه غذا حصل تصرف سيء من أحد الطرفين فيتحمل الثاني هذا التصرف و يسكت عنه فهذا أمر غير صحي لأنه من الممكن أن يتكرر هذا التصرف السيء مرات عديدة و تتراكم فيأتي يوم إلا و تنفرض قوة التحمل لتتحول الى غضب شديد و كارثه . فمن هنا نقول بأنه على الزوجين نقاش أمور حياتهم بفترات متزامنه بأسلوب ودي و محبب و معقول و راقي ليس فيه التسلط و التزمر و لا حتى الإكراه ، فبالتالي تزال كل العقبات و يعرف كل واحد منهما حدوده و بلتزم بها.
4- تقبل الذات كما هي : لكل إنسان له شخصية معينة نشأ بها و ترعرع عليها . فالزوجين قبل أن يتزوجا كانا كل واحد منها يعيش في بيئة مختلفة عن الثاني فبعد الزواج تظهر تلك السلوكيات و يظن كل واحد منهم أن سلوكه هو الصح لأنه طوال عمره الماضية تربى عليها فهنا يجب أن يكون هناك فاصل مشترك بقدر االإمكان يضعانه و يتفقا عليه بنقاش علمي و مدروس و هادف بعيدا عن التعصب و الإنزعاج و ياريت يثبت ذلك الحوار بأدله من كتاب الله و سنه نبينا محمد صلى الله عليه و سلم . و بعد ذلك إعطاء الفرصة الكافية ( أي المده الزمنية ) و المساعدة من الطرفين لتلاشي تلك السلوكيات و لا تنسوا الدعاء الى الله عز وجل فهو القادر أن يغير الأحوال و يصلحها . فإن كانت هناك أمور لا يمكن أو لا يستطاع تغييرها فيجب القبول بها و التعايش معها لكي تدوم الحياة بينهما سعيدة و مبتهجة.
أما المخاطر الزوجية فتكتمن في عدة بنود :
• الإبتعاد عن كتاب الله و سنه نبيه محمد صلى الله عليه و سلم : فهو من أكبر المخاطر ففيها معصية لله و غضبه علينا و تسلط الشيطان علينا و دمير حياتنا.
• الخيانه : أن يقوم أحد الطرفين بخداع الآخر بأساليب ملتوية بأن يعبر عن حبه بكلمات حب عذبة و لكنها زائفة تخرج من اللسان و ليست من القلب و هو في الأصل غير مقتنع بحياته هذه إنما هي فقط كستار يغطي به حياته الحقيقية و التي ملؤها الفحش و الرزيلة . و أيضا من الخيانة هو أن التفشي لأسرار بيته هنا و هناك و عدم الصدق في الحديث بأن يقول سوف أفعل كذا و كذا و من ثم لا يفعله و لا يتقيد بالإتفاقات المبرمة بينهما.
• حب النفس : عندما يحب الإنسان نفسه أكثر من الازم تظهر لديه صفة الأنانية و الغطرسة و حب التملك بمعنى أنه هو الصح دوما و أن كلامه لا بد أن ينفذ و أوامرة يجب ان تطاع و هو لا يخطيء أبدا و أن غيره يكون دونه ... الخ ، فبهذه الصفة لن تكون هناك حياة زوجية مبنية على التفاهم و الود والتواضع أي لن يكون هناك حياة سعيدة البته.
• الأخلاق السيئة : يقوم بعض الرجال حينما يزعل يصرخ و يشتم و من الممكن أن يصل به الحال الى رفع يده و يبطش بها، و عندما يهدأ يقول أنا كنت في وضع غضب و لم أدرك ما فعلته. وهذا من أسوء الأمور التي تهدد الحياة الزوجية و تجعل نهايته مأساوية و دامية. ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : (ليس القوي بالصرعة ، إنما القوي من تمالك نفسه عند الغضب ) . و من الأخلاق السيئة أيضا بأن يكره أحد الزوجين أهل الزوج الثاني بأن لا يرحب بهم و لا يطيقهم و يذكرهم بالسيئاة دوما دون النظر بأن هذا الأمر يجرح مشاعر الطرف الآخر و العذر هو ( تبغاني أكذب هم فيهم كذا .. و كذا و هذه حقيقة ) غير مدرك أن تلك الحقيقة تدمر حياته للأبد.
• التشبه بالكفار : و تبدأ هذه المخاطرة من مشاهدة التلفاز و بالذات القنوات الهابطة و المليئة بالمغريات و الإثارة أكانت خلقيا أم أخلاقيا فينبهر بها المشاهد و يحب أن يطبقا على نفسه أو على الطرف الثاني و يشعر بأن تعلمها و تطبيقها توصله الى ذروة السعادة المحروم منها. غير مدركا بأن شريعتنا غير شريعتهم و أصولنا غير أصولهم و تقاليدنا غير تقاليدهم و أن ما يفعلوه هذا إنما هو عرض فقط لإغواء شبابنا و شاباتنا و لذتها مؤقته و ضيقة جدا و إن لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم فكبف نجعل من هؤلاء قدوة لحياتنا. فالإبتعاد عن مشاهدة تلك القوات الهابطة و غض البصر و القناعة و الرضى بما قسمه الله لك من أجل الأمور للشعور و كسب السعادة في الدنيا و الآخرة.
• هاوية التطنيش : حينما يكون هناك زعل بين الطرفين و يقوم أحدهما أو كلاهما بتطنيش الآخر و لفترة طويلة ( اي عدم التحدث و يعتبره أنه غير موجود ) فهذه من الأمور الخطيرة و التي تهدد الحياة الزوجية بإعتبارها حرباً صامتاً و مدمرا في نفس الوقت ، فتكثر فيه الأفكار و تتغلغل النفوس و يساء التصرفات و ينعدم الإحترام و يذهب الحب الى مهب الريح. و يظن المطنش بأنه حكيم و أنه يعطي فرصة طويلة لتهدأ النفوس مع العلم أنه عكس ذلك تماما . فمن الحكمة أنه إذا كان هناك زعل بأن يقوم أحد الطرفين أو كلاهما بتهدية الآخر و يتفقا بأن يناقشا الأمر الذي أدى للزعل في وقت لاحق عندما تهدء النفوس و ينسون الأمر بكلمات طيبة و مداعبة رقيقة و إبتسامة عريضة فهنا تكمن قوة الشخصية من عدمها.
و أخيرا و ليس بأخير متمنيا لكل زوجين مسلمين أن يسعدهما الله و يبارك لهما و فيهما و يوفق بينهما و يجمع بينهما على خير و هو ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لا تنسوني من دعواتكم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم . من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
إخواني و أخواتي الأعزاء
إن الحياة الزوجية حياة مقدسة مليئة بالسعادة و محفوفة بالمخاطر، فمن تجنب المخاطر كسب الإستمرارية بحياة زوجية سعيدة دائمة .
أولا أحب أن أبين أسس الحياة الزوجية السعيدة و من ثم أتطرق الى المخاطر المحيطة و كيفية تجنبها و الحفاظ على حياة زوجية سعيدة.
قال تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21
حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن شبيب بن غرقدة عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال حدثني أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فذكر في الحديث قصة فقال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ومعنى قوله عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم
فأسس الحياة الزوجية تتمثل في أربعة محاور و هي:
1- التمسك بكتاب الله و سنة رسول الله : فكل ما قوي إيمان المسلم كلما أقفل أبواب الشيطان و الذي من مهامه الكبرى التفرق بين الزوجين و الإيقاع بهما في هاوية الأخطار. ففي الإسلام تكمن فيه كل معاني الحب و الرحمة و التسامح و الصبر. فيجعل الله بين الزوجين المودة و الرحمة . و من المنهيات التي نهانى عنه ديننا هو غض البصر و حفظ الفرج و عدم التشبه بالكفار. فالإلتزام بهذا النهي لن يستطيع الشيطان أن يغريك بفتن الدنيا و يوقع بك في مهبات الرزيلة و الخيانة و إرتكاب المعاصي. فترضى بما قسمه الله لك من نعمة و تقر عينيك بها.
2- الحب والإحترام المتبادل : يجب على الزوجين إحترام بعضهما البعض و إعطاء الحرية في التعبير عن مشاعره فهذا يجعله أكثر رغبة في التواصل و الإلتزام، أي أن توثيق الروابط لا يأتي عن طريق التحكم و إنما عن طريق إحترام مشاعر و رغبات الطرف الآخر. أما التزمر و العتاب و التنقيص من شأن الطرف التاني فإنها تؤدي الى النفور و التباعد . فما أجمل أن أن يكون المرء رؤوفا و رحيماً. فمن هنا نقول أنه من أسس السعادة أن يكون هناك ( حبا غير مشروط ). أي أن يكون التعاون ما بين الزوجين لترسيخ الروابط و تقوية العلاقة المقدسة .
3- الأمانه : فإن كل من الطرفين بأفعاله و أسراره أمانه لدى الطرف الآخر لا يعرف عنه ثالثهما. و بمعنى آخر أن لكل إنسان سيئات و أسرار لا يحب أحد أن يطلع عليها و لكنه يتعايش معها و ما بين الزوجين تنكشف تلك الأمور فيجب أن يكون مكتوما بينهما لا ينشر لأحد و لو عن طريق المزاح. هذا شيء أما الشيء الآخر هو الحفاظ كل من الطرفين على الآخر كأنه أمانة لدية فيعمل على رعاينه و إهتمامه بمشاعره و طلباته و حمايته. أما الشيء الثالث في هذه النقطة ألا و هو الصراحة و الوضوح و العلاقة الحرة غير المشروطة و الصلة الوثيقة القائمة على الإعتزاز و المحبة و ليس على الرغبة في التحكم بالطرف الآخر. و بمعنى آخر أنه غذا حصل تصرف سيء من أحد الطرفين فيتحمل الثاني هذا التصرف و يسكت عنه فهذا أمر غير صحي لأنه من الممكن أن يتكرر هذا التصرف السيء مرات عديدة و تتراكم فيأتي يوم إلا و تنفرض قوة التحمل لتتحول الى غضب شديد و كارثه . فمن هنا نقول بأنه على الزوجين نقاش أمور حياتهم بفترات متزامنه بأسلوب ودي و محبب و معقول و راقي ليس فيه التسلط و التزمر و لا حتى الإكراه ، فبالتالي تزال كل العقبات و يعرف كل واحد منهما حدوده و بلتزم بها.
4- تقبل الذات كما هي : لكل إنسان له شخصية معينة نشأ بها و ترعرع عليها . فالزوجين قبل أن يتزوجا كانا كل واحد منها يعيش في بيئة مختلفة عن الثاني فبعد الزواج تظهر تلك السلوكيات و يظن كل واحد منهم أن سلوكه هو الصح لأنه طوال عمره الماضية تربى عليها فهنا يجب أن يكون هناك فاصل مشترك بقدر االإمكان يضعانه و يتفقا عليه بنقاش علمي و مدروس و هادف بعيدا عن التعصب و الإنزعاج و ياريت يثبت ذلك الحوار بأدله من كتاب الله و سنه نبينا محمد صلى الله عليه و سلم . و بعد ذلك إعطاء الفرصة الكافية ( أي المده الزمنية ) و المساعدة من الطرفين لتلاشي تلك السلوكيات و لا تنسوا الدعاء الى الله عز وجل فهو القادر أن يغير الأحوال و يصلحها . فإن كانت هناك أمور لا يمكن أو لا يستطاع تغييرها فيجب القبول بها و التعايش معها لكي تدوم الحياة بينهما سعيدة و مبتهجة.
أما المخاطر الزوجية فتكتمن في عدة بنود :
• الإبتعاد عن كتاب الله و سنه نبيه محمد صلى الله عليه و سلم : فهو من أكبر المخاطر ففيها معصية لله و غضبه علينا و تسلط الشيطان علينا و دمير حياتنا.
• الخيانه : أن يقوم أحد الطرفين بخداع الآخر بأساليب ملتوية بأن يعبر عن حبه بكلمات حب عذبة و لكنها زائفة تخرج من اللسان و ليست من القلب و هو في الأصل غير مقتنع بحياته هذه إنما هي فقط كستار يغطي به حياته الحقيقية و التي ملؤها الفحش و الرزيلة . و أيضا من الخيانة هو أن التفشي لأسرار بيته هنا و هناك و عدم الصدق في الحديث بأن يقول سوف أفعل كذا و كذا و من ثم لا يفعله و لا يتقيد بالإتفاقات المبرمة بينهما.
• حب النفس : عندما يحب الإنسان نفسه أكثر من الازم تظهر لديه صفة الأنانية و الغطرسة و حب التملك بمعنى أنه هو الصح دوما و أن كلامه لا بد أن ينفذ و أوامرة يجب ان تطاع و هو لا يخطيء أبدا و أن غيره يكون دونه ... الخ ، فبهذه الصفة لن تكون هناك حياة زوجية مبنية على التفاهم و الود والتواضع أي لن يكون هناك حياة سعيدة البته.
• الأخلاق السيئة : يقوم بعض الرجال حينما يزعل يصرخ و يشتم و من الممكن أن يصل به الحال الى رفع يده و يبطش بها، و عندما يهدأ يقول أنا كنت في وضع غضب و لم أدرك ما فعلته. وهذا من أسوء الأمور التي تهدد الحياة الزوجية و تجعل نهايته مأساوية و دامية. ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : (ليس القوي بالصرعة ، إنما القوي من تمالك نفسه عند الغضب ) . و من الأخلاق السيئة أيضا بأن يكره أحد الزوجين أهل الزوج الثاني بأن لا يرحب بهم و لا يطيقهم و يذكرهم بالسيئاة دوما دون النظر بأن هذا الأمر يجرح مشاعر الطرف الآخر و العذر هو ( تبغاني أكذب هم فيهم كذا .. و كذا و هذه حقيقة ) غير مدرك أن تلك الحقيقة تدمر حياته للأبد.
• التشبه بالكفار : و تبدأ هذه المخاطرة من مشاهدة التلفاز و بالذات القنوات الهابطة و المليئة بالمغريات و الإثارة أكانت خلقيا أم أخلاقيا فينبهر بها المشاهد و يحب أن يطبقا على نفسه أو على الطرف الثاني و يشعر بأن تعلمها و تطبيقها توصله الى ذروة السعادة المحروم منها. غير مدركا بأن شريعتنا غير شريعتهم و أصولنا غير أصولهم و تقاليدنا غير تقاليدهم و أن ما يفعلوه هذا إنما هو عرض فقط لإغواء شبابنا و شاباتنا و لذتها مؤقته و ضيقة جدا و إن لهم في الدنيا خزي و لهم في الآخرة عذاب عظيم فكبف نجعل من هؤلاء قدوة لحياتنا. فالإبتعاد عن مشاهدة تلك القوات الهابطة و غض البصر و القناعة و الرضى بما قسمه الله لك من أجل الأمور للشعور و كسب السعادة في الدنيا و الآخرة.
• هاوية التطنيش : حينما يكون هناك زعل بين الطرفين و يقوم أحدهما أو كلاهما بتطنيش الآخر و لفترة طويلة ( اي عدم التحدث و يعتبره أنه غير موجود ) فهذه من الأمور الخطيرة و التي تهدد الحياة الزوجية بإعتبارها حرباً صامتاً و مدمرا في نفس الوقت ، فتكثر فيه الأفكار و تتغلغل النفوس و يساء التصرفات و ينعدم الإحترام و يذهب الحب الى مهب الريح. و يظن المطنش بأنه حكيم و أنه يعطي فرصة طويلة لتهدأ النفوس مع العلم أنه عكس ذلك تماما . فمن الحكمة أنه إذا كان هناك زعل بأن يقوم أحد الطرفين أو كلاهما بتهدية الآخر و يتفقا بأن يناقشا الأمر الذي أدى للزعل في وقت لاحق عندما تهدء النفوس و ينسون الأمر بكلمات طيبة و مداعبة رقيقة و إبتسامة عريضة فهنا تكمن قوة الشخصية من عدمها.
و أخيرا و ليس بأخير متمنيا لكل زوجين مسلمين أن يسعدهما الله و يبارك لهما و فيهما و يوفق بينهما و يجمع بينهما على خير و هو ولي ذلك و القادر عليه و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لا تنسوني من دعواتكم
السبت سبتمبر 21, 2013 5:51 pm من طرف لوتس
» .. الدقة البلاغية القرآنية ...
السبت يونيو 01, 2013 9:20 am من طرف رتوش القمر
» هُـنـا ... وهنــــاك
السبت يونيو 01, 2013 9:15 am من طرف رتوش القمر
» من أطايب الكلام
الأربعاء يناير 30, 2013 4:13 pm من طرف هذا_أنا
» منتجع كومو شامبالا في بالي في أندونيسيا
الإثنين يناير 28, 2013 5:40 pm من طرف هذا_أنا
» من فقه الأسماء الحسنى ( الشافي )
الإثنين يناير 28, 2013 5:31 pm من طرف هذا_أنا
» أفضل عشر طرق لإبعاد القوارض
الإثنين يناير 28, 2013 5:24 pm من طرف هذا_أنا
» هذا الذي قتل الأمة الاسلامية
الجمعة يناير 25, 2013 1:36 am من طرف هذا_أنا
» الحلبة - Taraxacum officinalis
الجمعة يناير 18, 2013 3:37 pm من طرف هذا_أنا