يفضح شنينك
كان الناس في الماضي لا يملكون وسائل لحفظ الأطعمة سوى الوسائل
القديمة ، كالتّجفيف والتّمليح ، فكانوا على سبيل المثال يصنعون
الكشك وذلك بتمليح الّلبن وتجفيفه حتى يصبح صلباً ، ويعيدون
استعماله عند الحاجة ، فيعدونه لبناً كما كان ، ويسمّونه
في هذه الحالة الشنين
وحدث أن نزل ضيفان على عربي فأمر زوجته أن تعد لهم الشنين
لعمل منسَف ولم يكن لديهم إلاّ قطع قليلة من الكشك الّذي
يحل ويصنع منه لبن ( الشنين ) وبعد أن أعدّت الطّعام
حضر ضيف ثالث فاستشارت زوجها ماذا تفعل ؟
إنّ ( الشنين ) لا يكفي فأشار عليها أن تزيده ماءً ، فأصبح
( الشنين ) خفيفاً فاقداً لذّته وطعمه ، فال أحد الضّيوف
وقد شعر أنّ الشنين قد خلط بالماء الزّائد ( فضح الله
شنينك ) أي أن هذا (الشنين ) مفضوح ومكشوف ولا
ينطلي على ذوي الذّوق السّليم .
يحرق حريشك
كان النّاس في الماضي يعتمدون على الغابات (الأحراش )
في كسب عيشهم قبل أن يُكتشف البترول وتُعرَف
الكهرباء ، ووسائل الطّاقة الأخرى ، فكانت
الأحراش مصدر رزق الكثيرين يحتطبون ويبيعون أحطابهم
للبيوت والأفران وغيرها ، وكما تعرفون فتصغير حرش ( حريش )
وفي العامّية( حريش ) ، فإذا ما غضب أحدهم على آخر أو استاءَ
منه قال له " يحرق حريشك " وهي دُعاء بأن يحرق ذلك الحرش الّذي
هو مصدر رزقه ، وهكذا ذهبت مثلاً .
لا بهش ولا بنش
كثيراً ما يُضرب هذا المثل ، والكثيرون لا يعرفون أصله
أو معناه ، ومعناه كما يلي :
يُقال : هشَّ بعصاه الغنم ساقها ورعاها وأسقط لها
أوراق الشّجر لتأكل ، ومنها قول موسى عليه السّلام
" وأهشُّ بها على غنمي " .
ويقول : نشَّ الإبل أو الدّابة – ساقها ورعاها برفق .
فأصبح المعنى أنّ فلان لا يصلح لرعاية الأغنام ولا لرعايةِ
الإبل والفرق بين الأمرين كبير فرعاية الغنم شاقّة ، حيث
أنّ الرّاعي يبذل جهداً كبيراً في جمع أغنامه الّتي تتسلّق
الأشجار أو تدخل الكهوف أو تنتشر هنا وهناك ، أمّا
الإبل فرعايتها سهلة ويستطيع فتى صغير أن يقود
مائة جمل بسهولة قال تعالى : " وذلّلناها لهم " فأصبح
المعنى النّهائي أنّ فلاناً لا يصلح للأعمال السّهلة ولا
للأعمال الشّاقة لا في الهش ولا في النّش .
لا أصل ولا فصل
وهذا القول شائع الإستعمال ومعناه كما يلي :
لا أصل له أي لا حسبَ ولا نسبْ ، أو ليس من أسرةٍ عريقة
أو أصيلة معروفة الحسب والنّسب لا فصل له : يُقال فلان
بيده فصلُ الخطاب ، وجاء بقولِ الفصل ، أي جاء بالقولِ
النّافع الشّافي الوافي الّذي ينهي كل جدال أو خلاف حيث
لا يدعى مجال لقول قال تعالى :
" إنّه لقول فصل وما هو بالهزل " فأصبح المعنى أنّ فلاناً
لا حسب ولا نسب له يعتدُّ به ، كذلك ليس له منطق سليم
أو فكرٍ ثاقب يغنيه عن الحسب والنّسب ، ولله درُّ القائل :
" لا تقل أصلي وفصلي أبدا .... إنّما أصل الفتى ما قد حصل "
وقولٌ آخر :
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ... يُغنيك محموده عن النّسب
إنّ الفتى من يقول ها أنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
لا ناقة فيها ولا بعير
عندما تعرّضت قافلة أبي سفيان التجارية للخطر وهي عائدة
من بلاد الشام حيث تصدّى لها رسول الله صلّ الله عليه وسلّم وصحبه
الكرام ، بعث أبو سفيان رجلاً ليخبر قريشاً بذلك ، ويستفزّهم
ويستنفرهم للخروج لحماية القافلة من محمد صلّ الله عليه وسلّم
وصحبه الّذين ينوون الإستيلاء عليها فهبّت قريش وقد حشدت خير
أبطالها وصناديدها لحماية القافلة وإنقاذها ، وقد سُئل
أحد القريشيين عن سبب تخلّفه وعدم إشتراكه في الجيش
الخارج لحمايتها فقال لا ناقة لي فيها ولا بعير
أي لما أخرج وأعرض نفسي للخطر ولا أملك فيها
ناقةً ولا جمل كما قيل في الّذين لم يخرجوا
مع القافلة وهي ذاهبة إلى بلاد الشّام ولم يهبّوا
لنجدتها وحمايتها وهي عائدة وقد تعرّضت للخطر قيل
فيهم لافي العير ولا في النّفير أي أنهم لم يخرجوا
مع القافلة ( العير ) لحمايتها ولم ينفروا
ويهبّوا لنجدتها وهي عائدة .
السبت سبتمبر 21, 2013 5:51 pm من طرف لوتس
» .. الدقة البلاغية القرآنية ...
السبت يونيو 01, 2013 9:20 am من طرف رتوش القمر
» هُـنـا ... وهنــــاك
السبت يونيو 01, 2013 9:15 am من طرف رتوش القمر
» من أطايب الكلام
الأربعاء يناير 30, 2013 4:13 pm من طرف هذا_أنا
» منتجع كومو شامبالا في بالي في أندونيسيا
الإثنين يناير 28, 2013 5:40 pm من طرف هذا_أنا
» من فقه الأسماء الحسنى ( الشافي )
الإثنين يناير 28, 2013 5:31 pm من طرف هذا_أنا
» أفضل عشر طرق لإبعاد القوارض
الإثنين يناير 28, 2013 5:24 pm من طرف هذا_أنا
» هذا الذي قتل الأمة الاسلامية
الجمعة يناير 25, 2013 1:36 am من طرف هذا_أنا
» الحلبة - Taraxacum officinalis
الجمعة يناير 18, 2013 3:37 pm من طرف هذا_أنا