عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور

الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور

الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أرجوان ترحب بأعضائها الجدد و تقول لكم شرفتوا و نورتوا بيتكم الثاني بين إخوانكم و أخواتكم...فأهلا و سهلا بكم


2 مشترك

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر)

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) Empty القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:40 am

    مع الجزء السادس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد
    (1)
    ومع بعض آيات من سورة الكهف و سورة مريم

    إن عقيدة التوحيد هبة خالصة من الله تعالى للبشر
    عرفها لهم عن طريق الرسل , ولم يتدرج الإنسان في هذه المعرفة
    كما تدرج في الصناعات .. فقد جاءت الرسالات الإلهية
    منذ فجر التاريخ كاملة حاسمة في دعوة التوحيد
    وإن دعوة الرسل جميعا من لدن أدم إلى خاتم الأنبياء محمد
    صلى الله عليه وسلم

    لا إله إلا الله

    وقد غال بعض الناس في أنبيائهم لدرجة العبادة لهم

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تطروني ، كما أطرت النصارى ابن مريم ،
    فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله
    الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3445
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    ولذلك وردت الأيات مؤكدة على هذا المعنى
    ونبدأ مع أخر آية وردت في سورة الكهف

    قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)

    أمر من الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه أن يقول للعالم : إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ من ربي , أنما إلهكم إله واحد، فمَن كان يخاف عذاب ربه ويرجو ثوابه يوم لقائه، فليعمل عملا صالحًا لربه موافقًا لشرعه، ولا يشرك في العبادة معه أحدًا غيره

    ******
    سورة مريم

    ومن عظيم ترتيب آيات الذكر الحكيم أن نسمع كلام ( عيسى ابن مريم ) عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم , وهو يتكلم في المهد ليعلن للعالم أنه عبد الله ورسوله .

    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30)
    وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31)
    وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32)
    وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33)

    قال عيسى وهو في مهده يرضع: إني عبد الله, قضى بإعطائي الكتاب, وهو الإنجيل, وجعلني نبيًا.
    وجعلني عظيم الخير والنفع حيثما وُجِدْتُ, وأوصاني بالمحافظة على الصلاة وإيتاء الزكاة ما بقيت حيًا.
    وجعلني بارًّا بوالدتي, ولم يجعلني متكبرًا ولا شقيًا, عاصيًا لربي.
    والسلامة والأمان عليَّ من الله يوم وُلِدْتُ, ويوم أموت, ويوم أُبعث حيًا يوم القيامة.

    ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)
    مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)
    وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)

    ما كان لله تعالى ولا يليق به أن يتخذ مِن عباده وخَلْقه ولدًا, تنزَّه وتقدَّس عن ذلك, إذا قضى أمرًا من الأمور وأراده, صغيرًا أو كبيرًا, لم يمتنع عليه, وإنما يقول له: "كن", فيكون كما شاءه وأراده.
    وقال عيسى لقومه: وإن الله الذي أدعوكم إليه هو وحده ربي وربكم فاعبدوه وحده لا شريك له, فأنا وأنتم سواء في العبودية والخضوع له، هذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه.

    فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)

    فاختلفت الفِرَق من أهل الكتاب فيما بينهم في أمر عيسى عليه السلام, فمنهم غال فيه وهم النصارى, فمنهم من قال: هو الله, ومنهم من قال: هو ابن الله, ومنهم من قال: ثالث ثلاثة - تعالى الله عما يقولون -، ومنهم جافٍ عنه وهم اليهود, قالوا: ساحر, وقالوا: ابن يوسف النجار, فهلاك للذين كفروا مِن شهود يوم عظيم الهول, وهو يوم القيامة

    *******
    وفي الحديث القدسي

    قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفأ أحد
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4974
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88)
    لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89)
    تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً (91)

    وقال هؤلاء الكفار: اتخذ الرحمن ولدًا.
    لقد جئتم - أيها القائلون - بهذه المقالة شيئا عظيمًا منكرًا.
    تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول, وتتصدع الأرض, وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

    وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (92)
    إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93)

    وما يصلح للرحمن, ولا يليق بعظمته, أن يتخذ ولدًا; لأن اتخاذ الولد يدل على النقص والحاجة, والله هو الغني الحميد المبرأ عن كل النقائص.
    إن كل مَن في السموات من الملائكة, ومَن في الأرض من الإنس والجن, إلا سيأتي ربه يوم القيامة عبدًا خاضعًا مقرًا له بالعبودية.

    لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)
    وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95)

    لقد أحصى الله سبحانه وتعالى خَلْقَه كلهم, وعلم عددهم, فلا يخفى عليه أحد منهم.
    وسوف يأتي كل فرد من الخلق ربه يوم القيامة وحده, لا مال له ولا ولد معه

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:42 am

    مع الجزء السادس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد
    (2)
    ومع بعض آيات من سورة طه

    طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)
    تَنزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلا (4)
    الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)

    بهذه الآيات المشرقة نبدأ
    ونلاحظ فيها مدى الحب من رسول الله صلى الله عليه وسلم للوقوف بين يدي الله تعالى
    في قيامه لليل وتلاوة القرآن العظيم
    قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه ، فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،
    قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) .
    الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4836
    خلاصة الدرجة: [صحيح]

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت
    { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى }
    الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/59

    وإن للإيمان لحلاوة تنسي المشقة ولكن هناك تبعات أخرى
    يجب أن تستجمع لها القوى وهي تبليغ رسالة الله تعالى للعالمين
    وإعلامهم بأنه لا معبود بحق إلا هو , جل وعلى , فله وحده الأسماء الحسنى

    ******
    وتتوالى صور القرب والتجلي الإلهي على الرسل الكرام
    ونعيش معها ونحن نتلوا كلام الله تعالى في القرآن الكريم
    وتمتلئ قلوبنا بالإيمان بالله الواحد الأحد , الفرد الصمد ,
    الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ,
    الودود الرءوف الحليم الرحيم مالك الملك ذو الجلال والإكرام .
    وننصت خاشعين لهذا المشهد العظيم

    وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)
    فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)
    وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)
    إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (14)
    إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)
    فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)

    فلما أتى موسى تلك النار ناداه الله: يا موسى, إني أنا ربك فاخلع نعليك, إنك الآن بوادي "طوى" الذي باركته, وذلك استعدادًا للمناجاة .
    إن الساعة التي يُبعث فيها الناس آتية لا بد من وقوعها, أكاد أخفيها, فلا يعلمها أحد من المخلوقين; لكي تُجزى كل نفس بما عملت في الدنيا من خير أو شر.
    فلا يصرفنَّك - يا موسى - عن الإيمان بها والاستعداد لها مَن لا يصدق بوقوعها ولا يعمل لها، واتبع هوى نفسه, فكذَّب بها,
    ******
    ثم يعرض مشهد عجيب لبني إسرائيل
    ومازال نبي الله ( موسي ) حيا ومعهم نبي الله (هارون)
    نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان والتوحيد
    ويعصمنا من الغفلة والكفر والشرك

    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)
    كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)
    وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82)

    يا بني إسرائيل اذكروا حين أنجيناكم مِن عدوكم فرعون, وجَعَلْنا موعدكم بجانب جبل الطور الأيمن لإنزال التوراة عليكم, ونزلنا عليكم في التيه ما تأكلونه, مما يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل، والطير الذي يشبه السُّمَانَى.
    كلوا من رزقنا الطيب, ولا تطغوا فيه , فينزل بكم غضبي, ومَن ينزل به غضبي فقد هلك وخسر.
    وإني لَغفار لمن تاب من ذنبه وكفره, وآمن بي وعمل الأعمال الصالحة, ثم اهتدى إلى الحق واستقام عليه.
    ****
    وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)
    قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)
    قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85)
    فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطَالَ عَلَيْكُمْ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86)
    قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)
    فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
    أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً (89)

    قال الله لموسى: وأيُّ شيء أعجلك عن قومك - يا موسى - فسبقتَهم إلى جانب الطور الأيمن, وخلَّفتَهم وراءك؟
    قال: إنهم خلفي سوف يلحقون بي, وسبقتُهم إليك - يا ربي - لتزداد عني رضا.
    قال الله لموسى: فإنا قد ابتلينا قومك بعد فراقك إياهم بعبادة العجل, وإن السامري قد أضلهم.
    فرجع موسى إلى قومه غضبان عليهم حزينًا, وقال لهم: يا قوم ألم يَعِدْكم ربكم وعدًا حسنًا بإنزال التوراة؟ أفطال عليكم العهد واستبطأتم الوعد, أم أردتم أن تفعلوا فعلا يحل عليكم بسببه غضب من ربكم, فأخلفتم موعدي وعبدتم العجل, وتركتم الالتزام بأوامري؟
    قالوا: يا موسى ما أخلفنا موعدك باختيارنا, ولكنَّا حُمِّلنا أثقالا مِن حليِّ قوم فرعون, فألقيناها في حفرة فيها نار بأمر السامري, فكذلك ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل عليه السلام .
    فصنع السامري لبني إسرائيل من الذهب عجلا جسدًا يخور خوار البقر, فقال المفتونون به منهم للآخرين: هذا هو إلهكم وإله موسى, نسية وغَفَلة .
    أفلا يرى الذين عبدوا العجل أنه لا يكلمهم ابتداء, ولا يردُّ عليهم جوابًا, ولا يقدر على دفع ضرٍّ عنهم, ولا جلب نفع لهم؟

    وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمْ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)
    قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)
    قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلاَّ تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)
    قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)
    قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)
    قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
    قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً (97)

    قال موسى لأخيه هارون: أيُّ شيء منعك حين رأيتهم ضلُّوا عن دينهم أن لا تتبعني , أفعصيت أمري فيما أمرتك به من خلافتي والإصلاح بعدي؟
    ثم أخذ موسى بلحية هارون ورأسه يجرُّه إليه, فقال له هارون: يا ابن أمي لا تمسك بلحيتي ولا بشعر رأسي, إني خفتُ أن تقول: فرَّقت بين بني إسرائيل,
    قال موسى للسامري: فما شأنك يا سامري؟ وما الذي دعاك إلى ما فعلته؟
    قال السامري: رأيت ما لم يروه - وهو جبريل عليه السلام - على فرس, وقت خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده, فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس جبريل, فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل, فكان عجلا جسدًا له خوار؛ بلاء وفتنة, وكذلك زيَّنت لي نفسي الأمَّارة بالسوء هذا الصنيع.
    قال موسى للسامري: فاذهب فإن لك في حياتك أن تعيش منبوذًا تقول لكل أحد: لا أَمَسُّ ولا أُمَسُّ, وإن لك موعدا لعذابك وعقابك, لن يُخْلفك الله إياه, وسوف تلقاه, وانظر إلى معبودك الذي أقمت على عبادته لنُحرقنَّه بالنار, ثم لننسفنه في اليمِّ نسفا .

    إِنَّمَا إِلَهُكُمْ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (98)

    الأمير
    الأمير
    المدير العام
    المدير العام



    رقم العضوية : 2
    عدد المساهمات : 534
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    العمر : 40

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر)

    مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 11:51 am

    جزاك الله خير أبو أحمد وجعل ما قدّمت

    في موازينِ حسناتك هو وليّ ذلك والقادرُ عليه


    وأحسن الله إليك
    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء السادس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الإثنين ديسمبر 06, 2010 3:47 pm

    و جزاك المولى خير الجزاء

    أشكرك اخي الحبيب / الأمير

    على مرورك العطر

    تقبل تحيتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 2:59 pm