عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور

الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عانقت جدران منتدانا
عطر قدومك ... وتزيّنت
مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب
ومشاعر الأخوة والإخلاص ... كفوفنا ممدودة
لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور

الأخلاقيـات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا
إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك
كالأسرة الواحدة لتثقيف بعضنا
البعض في كل المجالات
أتمنى لك قضاء
وقت ممتع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أرجوان ترحب بأعضائها الجدد و تقول لكم شرفتوا و نورتوا بيتكم الثاني بين إخوانكم و أخواتكم...فأهلا و سهلا بكم


2 مشترك

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:37 am

    مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد
    (1)

    ومع بعض آيات من سورة الإسراء


    سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ -1


    وتتوالى آيات القدرة
    واليوم مع رحلة الحب والقرب لرسول الله, صلى الله عليه وسلم
    ولقاءه بالأنبياء والصلاة بهم في المسجد الأقصى

    وقد جاء في تفسير الجلالين
    ****
    سبحان" أي تنزيه "الذي أسرى بعبده" محمد صلى الله عليه وسلم "ليلا" نصب على الظرف والإسراء سير الليل وفائدة ذكره الإشارة بتنكيره إلى تقليل مدته "من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" بيت المقدس لبعده منه "الذي باركنا حوله" بالثمار والأنهار "لنريه من آياتنا" عجائب قدرتنا "إنه هو السميع البصير" أي العالم بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله فأنعم عليه بالإسراء المشتمل على اجتماعه بالأنبياء وعروجه إلى السماء ورؤية عجائب الملكوت ومناجاته له تعالى ,
    فإنه صلى الله عليه وسلم قال :"أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ,
    فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط فيها الأنبياء ,
    ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل : أصبت الفطرة ,
    قال : ثم عرج بي إلى السماء الدنيا , فاستفتح جبريل قيل : من أنت قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ,
    قيل : أو قد أرسل إليه ؟
    قال : قد أرسل إليه ففتح لنا ,
    فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بالخير
    ثم عرج بي إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل : من أنت فقال : جبريل قيل : ومن معك ؟
    قال : محمد قيل أو قد بعث إليه ؟
    قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا بي ودعوا لي بالخير
    ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل فقيل : ومن معك قال : محمد فقيل : أو قد أرسل إليه ؟
    قال : قد أرسل إليه , ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير
    ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت قال جبريل فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد فقيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير
    ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت قال : جبريل فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد , فقيل : أو قد بعث إليه ؟
    قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
    ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل
    فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد
    فقيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه
    ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير
    ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من أنت ؟ فقال : جبريل قيل ومن معك ؟ فقال : محمد , قيل : أو قد بعث إليه ؟
    قال : قد بعث إليه , ففتح لنا , فإذا أنا بإبراهيم فإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه ; ثم ذهب إلى سدرة المنتهى فإذا أوراقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال , فلما غشيها من أمر الله ما غشيها تغيرت فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن يصفها من حسنها
    قال : فأوحى الله إلي ما أوحى وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟
    قلت : خمسين صلاة في كل يوم وليلة
    قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق ذلك وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم
    قال : فرجعت إلى ربي فقلت : أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى قال : ما فعلت فقلت قد حط عني خمسا
    قال : إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك
    قال : فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا خمسا حتى قال : يا محمد هي خمس صلوات في كل يوم وليلة بكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة
    ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا
    ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب
    فإن عملها كتبت له سيئة واحدة
    فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق ذلك فقلت :"قد رجعت إلى ربي حتى استحييت"
    رواه الشيخان واللفظ لمسلم

    سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ -1

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:37 am

    مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد

    (2)

    ومع بعض آيات من سورة الإسراء


    لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (22)

    وهذا أمر موجه إلى الأنسانية الحائرة بأن تلتزم عقيدة التوحيد التي بها عزة النفس والكرامة والحرية ,


    لا تجعل -أيها الإنسان- مع الله شريكًا له في عبادته، فتبوء بالمذمة والخِذْلان , في الدنيا والأخرة.


    ونلاحظ كثيرا أن عقيدة التوحيد ليست مجرد كلمات تقال


    ولكن عقيدة التوحيد إيمان بالله تعالى خالق الوجود , إله واحد لاشريك له


    وإيمان برسله وكتبه والملائكة واليوم الأخر والقدر خيره وشره


    وإن ذلك يترتب عليه تعديل سلوك الإنسان بحيث تكون وفق تعاليم الله تعالى وسنة رسوله


    صلوات الله وسلامه عليه


    وفي الحديث , لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعا لما جئتكم به ,....


    رواه: البيهقي عن عبدالله بن عمرو بن العاص


    - المصدر: المدخل إلى السنن الكبرى - الصفحة أو الرقم: 1/192


    وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)


    وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24)


    وأَمَر ربك -أيها الإنسان- وألزم وأوجب أن يفرد سبحانه وتعالى وحده بالعبادة، وأمر بالإحسان إلى الأب والأم، وبخاصة حالةُ الشيخوخة، فلا تضجر ولا تستثقل شيئًا تراه من أحدهما أو منهما، ولا تسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح، ولكن ارفق بهما، وقل لهما -دائما- قولا لينًا لطيفًا.


    وكُنْ لأمك وأبيك ذليلا متواضعًا رحمة بهما، واطلب من ربك أن يرحمهما برحمته الواسعة أحياءً وأمواتًا، كما صبرا على تربيتك طفلا ضعيف الحول والقوة.


    رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً (25)


    وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26)


    إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27)


    وأحسِنْ إلى كل مَن له صلة قرابة بك، وأعطه حقه من الإحسان والبر، وأعط المسكين المحتاج والمسافر المنقطع عن أهله وماله، ولا تنفق مالك في غير طاعة الله، أو على وجه الإسراف والتبذير.


    إن المسرفين والمنفقين أموالهم في معاصي الله هم أشباه الشياطين في الشر والفساد والمعصية، وكان الشيطان كثير الكفران شديدَ الجحود لنعمة ربه


    وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28)


    وإن أعرضت عن إعطاء هؤلاء الذين أُمِرْت بإعطائهم؛ لعدم وجود ما تعطيهم منه طلبًا لرزق تنتظره من عند ربك، فقل لهم قولا ليِّنًا لطيفًا، كالدعاء لهم بالغنى وسعة الرزق، وعِدْهم بأن الله إذا أيسر من فضله رزقًا أنك تعطيهم منه.


    وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29)


    إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30)


    ولا تمسك يدك عن الإنفاق في سبيل الخير، مضيِّقًا على نفسك وأهلك والمحتاجين، ولا تسرف في الإنفاق، فتعطي فوق طاقتك، فتقعد ملومًا يلومك الناس ويذمونك، نادمًا على تبذيرك وضياع مالك.


    إن ربك يوسِّع الرزق على بعض الناس، ويضيِّقه على بعضهم، وَفْق علمه وحكمته سبحانه وتعالى. إنه هو المطَّلِع على خفايا عباده، لا يغيب عن علمه شيء من أحوالهم.


    وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31)


    وإذا علمتم أن الرزق بيد الله سبحانه فلا تقتلوا -أيها الناس- أولادكم خوفًا من الفقر؛ فإنه -سبحانه- هو الرزاق لعباده، يرزق الأبناء كما يرزق الآباء، إنَّ قَتْلَ الأولاد ذنب عظيم.


    وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32)


    ولا تقربوا الزنى ودواعيه؛ كي لا تقعوا فيه، إنه كان فعلا بالغ القبح، وبئس الطريق طريقه.


    وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33)


    ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قَتْلها إلا بالحق الشرعي كالقصاص أو رجم الزاني المحصن أو قتل المرتد. ومن قُتِل بغير حق شرعي فقد جعلنا لولي أمره مِن وارث أو حاكم حجة في طلب قَتْل قاتله أو الدية، ولا يصح لولي أمر المقتول أن يجاوز حدَّ الله في القصاص كأن يقتل بالواحد اثنين أو جماعة، أو يُمَثِّل بالقاتل، إن الله معين وليَّ المقتول على القاتل حتى يتمكن مِن قَتْله قصاصًا.


    وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34)


    ولا تتصرَّفوا في أموال الأطفال الذين مات آباؤهم، وصاروا في كفالتكم، إلا بالطريقة التي هي أحسن لهم، وهي التثمير والتنمية، حتى يبلغ الطفل اليتيم سنَّ البلوغ، وحسن التصرف في المال، وأتموا الوفاء بكل عهد التزمتم به. إن العهد يسأل الله عنه صاحبه يوم القيامة، فيثيبه إذا أتمه ووفَّاه، ويعاقبه إذا خان فيه.


    وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (35)


    وأتموا الكيل، ولا تنقصوه إذا كِلْتم لغيركم، وزِنوا بالميزان السوي، إن العدل في الكيل والوزن خير لكم في الدنيا، وأحسن عاقبة عند الله في الآخرة.


    وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36)


    ولا تتبع -أيها الإنسان- ما لا تعلم، بل تأكَّد وتثبَّت. إن الإنسان مسؤول عما استعمَل فيه سمعه وبصره وفؤاده، فإذا استعمَلها في الخير نال الثواب، وإذا استعملها في الشر نال العقاب.


    وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37)


    ولا تمش في الأرض مختالا متكبرا؛ فإنك لن تَخْرِق الأرض بالمشي عليها، ولن تبلغ الجبال طولا خيلاء وتكبرًا.


    كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (38)


    جميع ما تقدَّم ذِكْرُه من أوامر ونواهٍ، يكره الله سيِّئَه، ولا يرضاه لعباده


    ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (39)


    وهكذا تفهم عقيدة التوحيد , إيمان بالقلب وإذعان كامل لشريعة الله تعالى التى أرسلها رحمة للعالمين


    قال تعالى في سورة يوسف :.... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ -40


    وقال تعالى :وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ....64 النساء


    وقال تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا -65 النساء

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:38 am

    مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد
    (3)
    ومع بعض آيات من سورة الإسراء

    من الأمور الهامة التي يجب أن يعرفها كل إنسان
    إنه لا ينبغي أن يدعو أو يتضرع أو يقدم قربانا إلى أي مخلوق
    سواء كان نبي أو ولي أو مقرب أو من الصالحين.
    فعقيدة التوحيد في الإسلام تلزمك أن تجعل قلبك متجه دائما إلى الله تعالى وحده بالدعاء.
    إن ربي قريب مجيب
    أما الأنبياء والصالحون فإنهم يتضرعون إلي الله تعالى بالخوف والرجاء
    وهم لنا أسوة حسنة في أعمالهم وأخلاقهم
    وهم لم يأمروا أحدا بالدعاء والتضرع إليهم


    قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56)
    أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (57)

    إن هذه المعبودات التي تنادونها من دونه لكشف الضرِّ عنكم لا تملك ذلك، ولا تقدر على تحويله عنكم إلى غيركم، ولا تقدر على تحويله من حال إلى حال، فالقادر على ذلك هو الله وحده. وهذه الآية عامة في كل ما يُدْعى من دون الله، ميتًا كان أو غائبًا، من الأنبياء والصالحين وغيرهم، بلفظ الاستغاثة أو الدعاء أو غيرهما،
    فلا معبود بحق إلا الله.
    أولئك الذين يدعوهم المشركون من الأنبياء والصالحين والملائكة مع الله، يتنافسون في القرب من ربهم بما يقدرون عليه من الأعمال الصالحة، ويأمُلون رحمته ويخافون عذابه، إن عذاب ربك هو ما ينبغي أن يحذره العباد، ويخافوا منه.

    *****

    ودعونا نتأمل لو أنك على طائرة أو سفينة
    وعصفت الرياح بها
    ماذا تدعوا في هذا الوقت ؟
    إنك لا تخدع نفسك التي تشرف على لقاء الله
    فتدعوا بكل إخلاص يارب نجنا
    فيجب أن يستمر هذا الإخلاص في سائر الحياة وسائر الأوقات
    فالإنسان لايدري متى يموت.

    رَبُّكُمْ الَّذِي يُزْجِي لَكُمْ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً (66)
    وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً (67)

    ربكم -أيها الناس- هو الذي يُسَيِّر لكم السفن في البحر؛ لتطلبوا رزق الله في أسفاركم وتجاراتكم. إن الله سبحانه كان رحيمًا بعباده
    وإذا أصابتكم شدة في البحر حتى أشرفتم على الغرق والهلاك، غاب عن عقولكم الذين تعبدونهم من الآلهة، وتذكَّرتم الله القدير وحده؛ ليغيثكم وينقذكم، فأخلصتم له في طلب العون والإغاثة، فأغاثكم ونجَّاكم، فلمَّا نجاكم إلى البر أعرضتم عن الإيمان والإخلاص والعمل الصالح، وهذا من جهل الإنسان وكفره. وكان الإنسان جحودًا لنعم الله عزَّ وجل.

    *****

    أَفَأَمِنتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً (68)
    أَمْ أَمِنتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنْ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً (69)

    أفأمنتم أن تنهار بكم الأرض خسفًا، أو يُمْطركم الله بحجارة من السماء فتقتلكم، ثم لا تجدوا أحدًا يحفظكم مِن عذابه ؟
    أم أمنتم أن يعيدكم في البحر مرة أخرى، فيرسل عليكم ريحًا شديدة، تكسِّر كل ما أتت عليه، فيغرقكم بسبب كفركم، ثم لا تجدوا لكم علينا أي تبعة ومطالبة؛ فإن الله لم يظلمكم مثقال ذرة ؟

    وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)

    ولقد كرَّمنا ذرية آدم بالعقل وإرسال الرسل، وسَخَّرنا لهم جميع ما في الكون، وسَخَّرنا لهم ما يركبونه في البر والسفن في البحر لحملهم، ورزقناهم من طيبات المطاعم والمشارب، وفضَّلناهم على كثير من المخلوقات تفضيلا عظيمًا

    *****
    ونتدبر ختام سورة الإسراء
    وما بها من أنوار

    وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (105)
    وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106)
    قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107)
    وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108)

    وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109)

    قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً (110)
    وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (111)

    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 7:39 am

    مع الجزء الخامس عشر من القرآن العظيم
    ومبدأ التوحيد
    (4)
    ومع بعض آيات من سورة الكهف


    إن الإنسان في الإسلام يعرف له إله واحد يتجه إليه
    ويتبع أمره وشرعه , وينتهي عما نهاه عنه ,
    فيضمن الإنسان بهذا السلوك رضاء الله تعالى عنه
    ويقي نفسه أن يكون من المغضوب عليهم أوالضالين
    كما يعرف المؤمن أن الله تعالى رحيم كريم ودود عليم لطيف بعباده
    ويعرف أنه قادر قاهر للظالمين المعتدين
    بيده مقاليد كل شئ, يجير ولا يجار عليه
    وبهذا المبدأ في التوحيد تنشئ طمأنينة القلب والراحة النفسية
    بينما المشرك تتنازعه شتى الأسياد والأرباب
    فيعيش ممزق النفس في الدنيا وعذاب في الأخرة


    إن هذه الحقائق يعرفها المؤمن في كل العصور
    وإليكم مثال لفتية أمنوا بربهم فزادهم الله هدى
    إنهم أصحاب الكهف


    نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
    وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14)
    هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (15)


    إن أصحاب الكهف شُبَّان صدَّقوا ربهم وامتثلوا أمره، وزِدْناهم هدى وثباتًا على الحق.
    وقوَّينا قلوبهم بالإيمان، وشددنا عزيمتهم به، حين قاموا بين يدي الملك الكافر، وهو يلومهم على تَرْكِ عبادة الأصنام فقالوا له: ربنا الذي نعبده هو رب السموات والأرض، لن نعبد غيره من الآلهة، لو قلنا غير هذا لكُنَّا قد قلنا قولا جائرًا بعيدًا عن الحق.
    ثم قال بعضهم لبعض: هؤلاء قومنا اتخذوا لهم آلهة غير الله، فهلا أتَوْا على عبادتهم لها بدليل واضح، فلا أحد أشد ظلمًا ممن اختلق على الله الكذب بنسبة الشريك إليه في عبادته


    *****
    وقد اعتزل الفتية قومهم وذهبوا إلى الكهف
    حيث ناموا, داخل الكهف, وكلبهم الذي صاحَبهم مادٌّ ذراعيه بفناء الكهف،
    وقد حدثت المعجزة التي تدل على البعث ,
    فقد أنامهم الله وحفظهم مدة ثلاثمائة سنة شمسية ثم أيقظهم مِن نومهم على هيئتهم دون تغيُّر؛


    وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25)
    قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ
    وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)


    ومكث الشُّبَّان نيامًا في كهفهم ثلاثمائة سنة شمسية وبالحساب الدقيق
    تجد أنها تساوي ثلاثمائة سنة وتسع سنين قمرية وهذا من إعجاز القرآن العظيم


    *****


    وننتقل إلى مثال أخر لرجلين
    أحدهم عطل أجهزة الاستقبال والاستجابة لديه وأعمى قلبه
    والثاني متيقظ القلب مؤمن يرى الواقع كما خلقه الله تعالى
    فالمؤمن يرى بنور الله تعالى


    وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً (32)
    كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً (33)
    وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً (34)


    وكان لصاحب الحديقتين ثمر وأموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث، والغرور يملؤه: أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا



    وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36)


    ودخل حديقته، وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث، وشكه في قيام الساعة، فأعجبته ثمارها وقال: ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة، وما أعتقد أن القيامة واقعة، وإن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا ومردًا؛ لكرامتي ومنزلتي عنده.


    قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37)
    لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38)


    قال له صاحبه المؤمن، وهو يحاوره واعظًا له: كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة الأبوين، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم.
    لكن أنا لا أقول بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي وحده، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره.


    وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41)


    ولو أنك حين دخَلْتَ حديقتك فأعجبتك حَمِدت الله، وقلت: هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.


    وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (42)


    وتحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة، فهلك كل ما فيها، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها، وهي خاوية قد سقط بعضها على بعض، ويقول: يا ليتني عرفت نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا. وهذا ندم منه حين لا ينفعه الندم.


    وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43)


    ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به، وما كان ممتنعًا بنفسه وقوته.


    هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)



    في مثل هذه الشدائد تكون الولاية والنصرة لله الحق، هو خير جزاءً، وخير عاقبة لمن تولاهم من عباده المؤمنين



    عن أنس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم؛ لو أتيتني بقراب الأرض
    خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).الترمذي


    الأمير
    الأمير
    المدير العام
    المدير العام



    رقم العضوية : 2
    عدد المساهمات : 534
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    العمر : 40

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف الأمير الثلاثاء نوفمبر 16, 2010 11:52 am

    جزاك الله خير أبو أحمد وجعل ما قدّمت

    في موازينِ حسناتك هو وليّ ذلك والقادرُ عليه


    وأحسن الله إليك
    هذا_أنا
    هذا_أنا
    المراقب العام
    المراقب العام


    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) 21712192

    رقم العضوية : 1
    عدد المساهمات : 2219
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 43
    الموقع : www.orjowanshop.com

    القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر) Empty رد: القرآن الكريم و عقيدة التوحيد...(الجزء الخامس عشر)

    مُساهمة من طرف هذا_أنا الإثنين ديسمبر 06, 2010 3:48 pm

    و جزاك المولى خير الجزاء

    أشكرك اخي الحبيب / الأمير

    على مرورك العطر

    تقبل تحيتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 12:15 pm